كلُّ جوهر جسمانی له نحو وجود مستلزم لعوارض ممتنعة الانفكاك عنه نسبتها إلی
الشخص نسبة لوازم الفصول الاشتقاقیة إلی الانواع، و تلك العوارض اللازمة هی
المسمات بالمشخصات عند الجمهور. و الحق أنها علامات للتشخص، و معنی العلامة
هاهنا العنوان للشی ء المعبّر بمفهومه عن ذلك كما یعبّر عن الفصل الحقیقی الاشتقاقی
بالفصل المنطقی كالنامی للنبات و كالحساس للحیوان و الناطق للإنسان؛ فإنّ الأول
عنوان للنفس النباتیة و الثانی للنفس الحیوانیة و الثالث للنفس الناطقة و تلك النفوس
فصول اشتقاقیة، و كذا حكم سائر الفصول فی المركبات الجوهریة فإنّ كلا منها جوهر
بسیط یعبّر عنه بفصل منطقی كلی من باب تسمیة الشی ء باسم لازمه الذاتی، و هی
بالحقیقة وجودات خاصة بسیطة لا ماهیة لها، و علی هذا المنوال لوازم الأشخاص فی
مجموعه آثار شهید مطهری . ج11، ص: 685
تسمیتها بالمشخص، فإنّ التشخّص بنحو من الوجود إذ هو المتشخص بذاته و تلك
اللوازم منبعثة عنه انبعاث الضوء من المضی ء و الحرارة من الحار و النار.
فإذا تقرّر هذا فنقول: كلّ شخص جسمانی یتبدل علیه هذه المشخصات كلاً أو
بعضاً كالزمان و الكم و الوضع و الأین و غیرها، فتبدلها تابع لتبدّل الوجود المستلزم
إیاها بل عینه بوجه، فإنّ وجود كل طبیعة جسمانیة یحمل علیه بالذات أنه الجوهر
المتصل المتكمم الوضعی المتحیّز الزمانی لذاته، فتبدل المقادیر و الألوان و الأوضاع
یوجب تبدل الوجود الشخصی الجوهری الجسمانی، و هذا هو الحركة فی الجوهر إذ
وجود الجوهر جوهر كما أنّ وجود العرض عرض.