ذكر فی الشفاء و غیره: إنّ الشی ء إنما یكون فی الزمان إذا كان له متقدم و متأخر، و هما
لایوجدان أولاً و بالذات إلّاللحركة و لذی الحركة ثانیاً و بالعرض. و أیضاً فیه قد یقال
لأنواع الشی ء و أجزائه إنّها فیه و الآن فی الزمان كالوحدة فی العدد و المتقدم و المتأخر
كالزوج و الفرد فیه، و الساعات و الأیام كالاثنین و الثلاثة فیه، و الحركة فی الزمان
كالمقولات العشر فی العشریة، و المتحرك فی الزمان كموضوع المقولات العشر فی
العشریة. و أمّا السكون فهو أمر عدمی لایتقدّر بالزمان لذاته ولكن لأجل أنّ الحركتین
یكتفنانه یحصل له ضرب من التقدم و التأخر فلاجرم یتوهم وقوعه فی الزمان.
أقول: ما من جوهر إلّاو له أو فیه ضرب من التغیر كیف و قد ثبت تجدّد الطبیعة
فالساكن من جهة متحرك من جهة اُخری، و بتلك الجهة یقع فی الزمان لذاته ثم أنّ
الزمان یتعلّق عندنا بتجدد الطبیعة القصوی ثمّ بالحركة المستدیرة التی هی أقدم
الحركات فی سائر المقولات سیّما ما للجرم الأقصی و یتقدر به سائر الحركات الأینیة و
الوضعیة و بواسطتها یتقدر التی فی الكیف و الكم، و أمّا تجدد غیرها من المقولات
كالاضافة و الملك و ما یجری مجراهما حتی الأعدام و الإمكانات فهی حركة بالعرض
لا بالذات و فیها تقدم و تأخر فی الزمان بالعرض. و أمّا الموجودات التی لیست بحركة و
مجموعه آثار شهید مطهری . ج12، ص: 910
لا فی حركة فهی لایكون فی الزمان بل اعتبر ثباته مع المتغیرات فتلك المعیة یسمی
بالدهر، و كذا معیة المتغیرات مع المتغیرات لامن حیث تغیرها بل من حیث ثباتها إذ ما
من شی ء إلّاو له نحو من الثبات و إن كان ثباته ثبات التغیر، فتلك المعیة أیضاً دهریّة. و
إن اعتبرت الاُمور الثابتة مع الاُمور الثابتة فتلك المعیة هی السرمد و لیست بإزاء هذه
المعیة و لا التی قبلها تقدم و تأخر و لا استحالة فی ذلك فإن شیئاً منها لیس مضایفاً
للمعیة حتّی تستلزمهما.
مجموعه آثار شهید مطهری . ج12، ص: 911