قال بعض الفضلاء: لیس حدوث الحادث هو وجوده الحاصل فی الحال و إلّالكان كل
موجود حادثاً، و لا العدم السابق من حیث هو عدم و إلّالكان كل عدم حدوثاً بل
الحدوث مسبوقیة الشی ء بالعدم و هی كیفیة زائدة علی وجوده و عدمه.
ثم قال: فإن قیل تلك الكیفیة أ هی حادثة أم لا فإن كانت حادثة فحدوثها زائد
علیها فیتسلسل و إن لم تكن حادثة وجب أن یكون حدوث الحادث قدیماً هذا محال.
فنقول: كما أنّ الوجود موجود بذاته فالحدوث حادث بذاته.
أقول: أول كلام هذا الفاضل یناقض آخره؛ فإنّ الحدوث إذا كان كیفیة زائدة علی
وجود الحادث و عدمه لكانت تلك الكیفیة ماهیة مندرجة تحت مقولة الكیف، و
یكون لها وجود زائد علی ماهیته، و إذا زاد وجوده علی ماهیته زاد حدوثه أیضاً علی
ماهیّته و علی وجوده أیضاً لأنّ معنی الحدوث غیرمعنی الماهیّة الكیفیة فكیف یكون
عینها.
و أیضاً الحدوث كما یوجد فی الكیف یوجد فی سائر المقولات، فحدوث الكیف
غیر حدوث الجوهر و الكم و غیرهما، ولایمكن أن یكون عرض هو هیأة قارة غیر
مقتضیة لنسبة و لاقسمة تعرض لجمیع المقولات الحادثة، و لا یتغیر معناه فی المواضع
مجموعه آثار شهید مطهری . ج12، ص: 977
المتخالفة إلّابالإضافة إلی ما اُضیف إلیه كما هو شأن الاُمور النسبیة. و الوجود و إن كان
مختلفاً باختلاف الماهیات علی الوجه الذی قد منا، لكنه لیس صفة زائدة فی الخارج
علی الماهیات لأنه نفس وجودها.
و أیضا یلزم أن یكون للعدم الحادث كیفیة وجودیة زائدة علیه عارضة له علی
اعترافه. فالحق فی هذا المقام أن یقال: مفهوم الحدوث أمر زائد بحسب المفهوم علی
الوجود و هو عین الوجودات الحادثة التی للأشیاء الجزئیة الكائنة الفاسدة فانها بنفس
هویاتها الشخصیة حادثة و لیس حدوثها مستنداً إلی الفاعل بل وجودها بمعنی أنّ
الوجود هو المجعول بالذات لاوصف الحدوث لأنّ كون الوجود مسبوقاً بالعدم صفة
ذاتیة له- و الذاتی لیس معلّلة- فالحدوث كالتشخص المطلق و الوجود المطلق مفهوم
كلی عام عموم التشكیك یدخل تحته معان هی حدوثات مجهولة الأسامی یعبر عنها
بحدوث كذا و حدوث كذا كما علمت فی بحث الوجود.
مجموعه آثار شهید مطهری . ج12، ص: 978